المحتويات :
أولاً : المقدمة
ثانياً: المفهوم الأمني الاستراتيجي الصهيوني .
ثالثاً: العقيدة العسكرية القتالية .
رابعاً: تشكيلية القوات المسلحة وعتادها .
خامساً: الأسلحة غير التقليدية .
سادساً: الصناعة العسكرية .
سابعاً: الأجهزة الأمنية الصهيونية .
ثامناً: رؤية مستقبلية صهيونية .
تاسعاً: خاتمة
____________________________
المقدمة
في خصم المواجهة المستمرة ما بين الشعب الفلسطيني المجاهد والكيان الصهيوني الغاصب ، لا بد أن يكون لنا معرفة جيدة وإطلاع واسع حول المؤسسة العسكرية والأمنية الصهيونية لما في ذلك من فوائد جمة في معرفة مدى القوة التي يتمتع بها الكيان الغاصب وما يفيدنا ذلك في وضع الخطط والبرامج لتفادي الوقوع في حبائل هذه المؤسسة سواء الأمنية منها أو العسكرية.
كما أن معرفتنا بقدرة بني يهود العسكرية والأمنية تثبت لنا مدى الحرص الصهيوني على عسكرة الدولة الغاصبة وما يمتاز به المجتمع الصهيوني من صبغة عسكرية شاملة حيث أن جميع الإسرائيليين رجالاً ونساءً .. والقادرين على حمل السلاح يؤدون الخدمة الإلزامية وينطبق على هذا وصف المجتمع الإسرائيلي بالمجتمع المسلح أو الأمة المسلحة وهذه الصفة التي امتاز بها المجتمع الإسرائيلي بالمجتمع المسلح أو الأمة المسلحة ترخص كل الادعاءات المغرضة والتي تهدف إلى وقف استهداف المقاومة للمجتمع الإسرائيلي بحجمه عدم التعرض للمدنين لقد شكلت القدرة العسكرية الصهيونية عنصراً رئيسياً في تكوين الدولة العبرية وديموميتها فقبل إعلان دولة الكيان شكلت عدة منظمات عسكرية وشبه عسكرية مثل هاشومير والهاغاناة والبلماخ وبجحى المعروفة بعصابة شيرن وكانت هذه المنظمات توفر الحماية للمستوطنات اليهودية وشن الهجمات ضد القرى العربية لدفع سكانها للهجرة كما شنت اعتداءات على الجنود الإنجليز ومنشاتهم على الرغم من مساعدة الإنجليز لمنظمتي الهاغاناة والبلماح .
وفي أيارمن عام 1984م أصدر رئيس الحكومة رافيدين نموريون قرارا بتوحيد جميع المنظمات المسلحة تحت أسم جيش للسلطة المدنية التي تقرر شؤون الحرب والسلام.
________________________________________________
المفهوم الأمني الاستراتيجي الصهيوني
من أقوال موشية ديان أحد وزراء دفاع الكيان الصهيوني "إسرائيل" ليس لديها سياسة خارجية وإنما سياسة دفاعية فقط أي إن إسرائيل تضع سياستها الخارجية في خدمة استراتيجيتها الشاملة ومفهومها الأمني وليس العكس كما في بقية دول العالم حيث أن تلك الدول تضيع استراتيجياتها الشاملة في خدمة تحقيق أهداف السياسة الخارجية.
تركز المفهوم الأمني الإسرائيلي حول ردع الدول العربية وخاصة دول المواجهة عن التفكير أو العمل على إلغاء الكيان العربي عبر الوسيلة العسكرية رغم اتفاقات السلام المبرمة ما بين مصر والأردن ومنظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل إلا أن المفهوم الأمني الإسرائيلي حافظ على مثابة بضرورة ردع الدول العربية عن القيام بأي عمل عسكري ضدها وفي حال فشل وجوب ما يلي :-
-توفير القدرة العسكرية الكافية لإحباط هذه الجهود العسكرية .
-نقل الحرب إلى أرض الدولة المهاجمة .
-ضرورة إنهاء الحرب في أقصر وقت ممكن لتجنب الحرب الطويلة والحرب الإستنزافية .
-ضرورة إلحاق خسارة ما بالطرف العربي المهاجم لئلا تجبر إسرائيل على تقديم تنازلات سياسية أو إقليمية فيما بعد .
-تحقيق تفوق عسكري على تشكيلة محتملة من الخصوم وذلك لتحقيق كل الأهداف السابقة.
لقد تمت صياغة المفهوم الأمني الإستراتيجي الإسرائيلي استنادا إلى عدة أمور أهمها :-
-القوة البشرية الإسرائيلية صغيرة جداً بالنسبة إلى القوة البشرية العربية وهذا لا يسمح لإسرائيل بالتعبئة العسكرية الشاملة لفترة طويلة .
-التفاوت في الموارد البشرية والاقتصادية ما بين إسرائيل والدول العربية يسمح لبعض الأطراف العربية بإتباع استراتيجية الحرب الطويلة المدى .
-صغر مساحة إسرائيل الجغرافية .
-إمكانية تدخل الدول الكبرى لوقف القتال قبل أن تنجز إسرائيل هدفها المحدد أو القرار العسكري بهزيمة الطرف المهاجم ولذلك سعت إسرائيل للحصول على دعم دولة كبرى في حربها على الدول العربية وذلك لضمان تحييد دولة كبرى أخرى قد تتدخل لمصلحة الطرف العربي ... ركز القادة الإسرائيليون على مشكلة غياب العمق الاستراتيجي الذي يمكن إسرائيل من اقتصاص أية مبادرة هجومية عربية وإبقاؤها بعيدة عن مراكزها السكانية والاقتصادية الحيوية ولذلك عمدت إسرائيل إلى التوسع على حساب جارتها وتوسعت في الأراضي العربية عقب حروبها وكذلك استغلت مصادر المياه العربية وبحجمه المحافظة على أنها وضعت أهداف توسعيه تنفي أي صفة دفاعية عن المفهوم الأمني الإسرائيلي وقد تحققت غالبية هذه الأهداف عقب حرب 1967 م.
قامت إسرائيل بصياغة ذرائع الحرب – في رسمها للمفهوم الاستراتيجي لأمنها ومن هذه الذرائع :-
-قيام حشود عربية على أي جانب من حدود الدولة العبرية .
-إغلاق المضائق أو الممرات المائية أو المائية أو أي خطوط جوية أو بحرية .
-ازدياد نشاط العمليات الفدائية إلى حد لا تكفي معه العمليات الانتفاضية لوقفها أو الحد منها .
-تهديد الأمن الإسرائيلي بسبب حصول الأطراف العربية على أفضلية نوعية في سياق التسلح ومنها التسليح الفوري .
-تغيير ميزات القوى العسكرية على حدود إسرائيل الشرقية نتيجة دخول قوات دول أخرى إلى الأردن أو قيام وحدة عربية بين أقطار سوريا الطبيعية أو إنشاء دولة فلسطينية معاوية على حدود إسرائيل .
-عدم السماح بتحويل مصادر المياه في لبنان أو سوريا أو الأردن في مصلحة إسرائيل .
وقد استغلت إسرائيل هذه الذرائع للتسبب باتخاذ قرار بالحرب بحسب الأوضاع الإقليمية والدولية .
لقد تضمن المفهوم الأمني الإسرائيلي أيضا اعتبار أن كل دولة عربية مسئولة عن أي نشاط ضد إسرائيل انطلاقاً من أراضيها وعليها تحمل تبعات ذلك ، وحرصت إسرائيل على تطوير الردع الفوري لممارسته عند الضرورة .
لقد وضع المفهوم الأمني الإسرائيلي ليس للمحافظة عل أمن الدولة فحسب بل لحماية الهوية اليهودية مما استوجب حماية اليهود في أنحاء العالم والعمل على توثيق العلاقة بالجاليات اليهودية لما توفره هذه الجاليات من دعم مالي وبشري وسياسي للدولة العبرية .
وقد حرصت إسرائيل على تثبيت العمق الإستراتيجي وذلك من خلال المستوطنات في الضفة وغزة والجولان والنقب والشريط الحدودي في لبنان وذلك لضمان نظام دفاعي إقليمي يوفر لها إبقاء أي محاولة هجومية بعيدة عن مراكزها السكانية .
وبهذا نكون قدمنا أهم ما تضمنه المفهوم الأمني الاستراتيجي الصهيوني ونظرته إلى الدول العربية وطموحه بالتوسع على حساب الدول العربية لحماية أمنه وإبعاد أي خطر عن الأراضي التي احتلها وأنشأ منها اليهود مراكز سكانية واقتصادية .
______________________________________________
العقيدة العسكرية القتالية
بناءً على المفهوم الإستراتيجي وضعت إسرائيل أسس عقيدتها العسكرية القتالية لقواتها المسلحة طبقاً للشروط والعوامل الملائمة لإسرائيل وحتى تتمكن القوات المسلحة من تنفيذ مهماتها القتالية استند تنظيميها وتشكيلها إلى المبادىء التالية :-
-تجنيد جميع الموارد القومية واستخدامها وقت الحرب حيث أن القوات البرية القائمة على مبدأ الميليشا تسمح بتعبئة اكبر عدد من الرجال والنساء للانخراط في الخدمة الإلزامية .
-على الرغم من القوات البرية الإسرائيلية تعتمد على عناصر الاحتياط بسبب نقص الموارد البشرية ألا أن وحدات الاستخبارات والقوات الجوية والبحرية تتشكل من قوات نظامية وذلك بسبب أهمية هذه الوحدات حيث تولي إسرائيل أهمية كبرى لتطوير الاستخبارات وسلاحها الجوي والبحري وليتفوق على أسلحة الجو والبحر العربية وذلك لحماية مياهها الإقليمية والتقدم بدعم من خلال سلاحها الجوي لقواتها البرية .
- بسبب افتقار إسرائيل إلى العمق الاستراتيجي قامت بإنشاء المستوطنات في المناطق التي احتلتها واعتبرتها مناطق دفاعية فيما عرف بالمستوطنات في المناطق التي احتلتها واعتبرتها مناطق دفاعية فيما عرف بالمستوطنات الأمنية كما مغلق في الضفة وغزة والجولان .
- من أهم المبادىء التي استخدمتها إسرائيل في عقيدتها العسكرية ضرورة القيام بالضربة الاستباقية باستخدام سلاحها الجوي وذلك للاحتفاظ بالمبادرة والتمكن من تعبئة الاحتياط ونقل الحرب إلى أرض الخصم في أسرع وقت لإرباكه وتحييد هجومه .
- اعتمدت إسرائيل على استراتيجية الاقتراب غير المباشر وهو ما تطلب تطبيق مفاهيم الحرب الخاطفة بكافة عناصرها من تأمين السرعة والحركة والمغادرة والتنسيق بين كافة الأسلحة لضمان تنفيذ العمليات المشتركة وتهدف إستراتيجية الاقتراب غير المباشر إلى الإخلال بتوازن الخصم الأقل مقاومة وتوسعا لهذا التقدم والوصول في أسرع وقت إلى المراكز الخلفية للخصم من مراكز قيادات وإرشاد واتصالات وإسناد موقفي ودعم لوجستي وتقتضي هذه الاستراتيجية تجنب دخول مجابهة مع قوات الخصم في مراكز دفاعية ساكنة والعمل إشغالها فقط تطورات فرعية أما في حال تقدم الخصم فإن الجهد العسكري تقسيم لأضواء هذا التقدم .
- في حال قيام أكثر من خصم عربي بشن هجوم على جبهتين أو أكثر يجري التركيز على الطرف الأقوى للتحييد ومن ثم يجري الالتفاف إلى الطرف الأضعف .
- تعتمد العقيدة الإسرائيلية على المرونة في التنفيذ وإعطاء زمام المبادرة الأقوى الوحدات المقاتلة والتلميع إلى حد ما باستقلالية القرارات التكتيكية وهناك توجه قوى إلى تجنب مركزية القرار يهدد الوقت وتضاع الفرص ، فالخطط توضيح بصورة أساسية لتحديد الأهداف مع إعطاء هامش يسمح بالتغيير وفقاً للأوضاع الناشئة في ساحة المعركة .
- الاعتماد على النوعية أكثر من الاعتماد على الكمية فيما يتعلق بالعتاد والسلاح والعناصر البشرية حيث حرصت إسرائيل على توفير أفضل الأسلحة المتطورة وضمان صيانتها والتركيز على التدريب وإعداد الكفاءات التقنية والاحتفاظ بالروح المعنوية العالية للعناصر العسكرية .
- بسبب ضيق القاعدة السكانية وحفاظاً على الروح المعنوية للسكان والقوات المسلحة تعتمد العقيدة العسكرية الإسرائيلية القتالية على مبدأ الإقلال من الخسائر (القتلى أو الجرحى ) ولتحقيق هذا الهدف اعتمدت إسرائيل على القوة السعارية والحرب الآلية وتعتبر هذه النقطة نقطة الضعف الأساسية في العقيدة القتالية الإسرائيلية حيث يمكن استخدام هذه النقطة من الأطراف المعادية .
________________________________________________
أولاً : المقدمة
ثانياً: المفهوم الأمني الاستراتيجي الصهيوني .
ثالثاً: العقيدة العسكرية القتالية .
رابعاً: تشكيلية القوات المسلحة وعتادها .
خامساً: الأسلحة غير التقليدية .
سادساً: الصناعة العسكرية .
سابعاً: الأجهزة الأمنية الصهيونية .
ثامناً: رؤية مستقبلية صهيونية .
تاسعاً: خاتمة
____________________________
المقدمة
في خصم المواجهة المستمرة ما بين الشعب الفلسطيني المجاهد والكيان الصهيوني الغاصب ، لا بد أن يكون لنا معرفة جيدة وإطلاع واسع حول المؤسسة العسكرية والأمنية الصهيونية لما في ذلك من فوائد جمة في معرفة مدى القوة التي يتمتع بها الكيان الغاصب وما يفيدنا ذلك في وضع الخطط والبرامج لتفادي الوقوع في حبائل هذه المؤسسة سواء الأمنية منها أو العسكرية.
كما أن معرفتنا بقدرة بني يهود العسكرية والأمنية تثبت لنا مدى الحرص الصهيوني على عسكرة الدولة الغاصبة وما يمتاز به المجتمع الصهيوني من صبغة عسكرية شاملة حيث أن جميع الإسرائيليين رجالاً ونساءً .. والقادرين على حمل السلاح يؤدون الخدمة الإلزامية وينطبق على هذا وصف المجتمع الإسرائيلي بالمجتمع المسلح أو الأمة المسلحة وهذه الصفة التي امتاز بها المجتمع الإسرائيلي بالمجتمع المسلح أو الأمة المسلحة ترخص كل الادعاءات المغرضة والتي تهدف إلى وقف استهداف المقاومة للمجتمع الإسرائيلي بحجمه عدم التعرض للمدنين لقد شكلت القدرة العسكرية الصهيونية عنصراً رئيسياً في تكوين الدولة العبرية وديموميتها فقبل إعلان دولة الكيان شكلت عدة منظمات عسكرية وشبه عسكرية مثل هاشومير والهاغاناة والبلماخ وبجحى المعروفة بعصابة شيرن وكانت هذه المنظمات توفر الحماية للمستوطنات اليهودية وشن الهجمات ضد القرى العربية لدفع سكانها للهجرة كما شنت اعتداءات على الجنود الإنجليز ومنشاتهم على الرغم من مساعدة الإنجليز لمنظمتي الهاغاناة والبلماح .
وفي أيارمن عام 1984م أصدر رئيس الحكومة رافيدين نموريون قرارا بتوحيد جميع المنظمات المسلحة تحت أسم جيش للسلطة المدنية التي تقرر شؤون الحرب والسلام.
________________________________________________
المفهوم الأمني الاستراتيجي الصهيوني
من أقوال موشية ديان أحد وزراء دفاع الكيان الصهيوني "إسرائيل" ليس لديها سياسة خارجية وإنما سياسة دفاعية فقط أي إن إسرائيل تضع سياستها الخارجية في خدمة استراتيجيتها الشاملة ومفهومها الأمني وليس العكس كما في بقية دول العالم حيث أن تلك الدول تضيع استراتيجياتها الشاملة في خدمة تحقيق أهداف السياسة الخارجية.
تركز المفهوم الأمني الإسرائيلي حول ردع الدول العربية وخاصة دول المواجهة عن التفكير أو العمل على إلغاء الكيان العربي عبر الوسيلة العسكرية رغم اتفاقات السلام المبرمة ما بين مصر والأردن ومنظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل إلا أن المفهوم الأمني الإسرائيلي حافظ على مثابة بضرورة ردع الدول العربية عن القيام بأي عمل عسكري ضدها وفي حال فشل وجوب ما يلي :-
-توفير القدرة العسكرية الكافية لإحباط هذه الجهود العسكرية .
-نقل الحرب إلى أرض الدولة المهاجمة .
-ضرورة إنهاء الحرب في أقصر وقت ممكن لتجنب الحرب الطويلة والحرب الإستنزافية .
-ضرورة إلحاق خسارة ما بالطرف العربي المهاجم لئلا تجبر إسرائيل على تقديم تنازلات سياسية أو إقليمية فيما بعد .
-تحقيق تفوق عسكري على تشكيلة محتملة من الخصوم وذلك لتحقيق كل الأهداف السابقة.
لقد تمت صياغة المفهوم الأمني الإستراتيجي الإسرائيلي استنادا إلى عدة أمور أهمها :-
-القوة البشرية الإسرائيلية صغيرة جداً بالنسبة إلى القوة البشرية العربية وهذا لا يسمح لإسرائيل بالتعبئة العسكرية الشاملة لفترة طويلة .
-التفاوت في الموارد البشرية والاقتصادية ما بين إسرائيل والدول العربية يسمح لبعض الأطراف العربية بإتباع استراتيجية الحرب الطويلة المدى .
-صغر مساحة إسرائيل الجغرافية .
-إمكانية تدخل الدول الكبرى لوقف القتال قبل أن تنجز إسرائيل هدفها المحدد أو القرار العسكري بهزيمة الطرف المهاجم ولذلك سعت إسرائيل للحصول على دعم دولة كبرى في حربها على الدول العربية وذلك لضمان تحييد دولة كبرى أخرى قد تتدخل لمصلحة الطرف العربي ... ركز القادة الإسرائيليون على مشكلة غياب العمق الاستراتيجي الذي يمكن إسرائيل من اقتصاص أية مبادرة هجومية عربية وإبقاؤها بعيدة عن مراكزها السكانية والاقتصادية الحيوية ولذلك عمدت إسرائيل إلى التوسع على حساب جارتها وتوسعت في الأراضي العربية عقب حروبها وكذلك استغلت مصادر المياه العربية وبحجمه المحافظة على أنها وضعت أهداف توسعيه تنفي أي صفة دفاعية عن المفهوم الأمني الإسرائيلي وقد تحققت غالبية هذه الأهداف عقب حرب 1967 م.
قامت إسرائيل بصياغة ذرائع الحرب – في رسمها للمفهوم الاستراتيجي لأمنها ومن هذه الذرائع :-
-قيام حشود عربية على أي جانب من حدود الدولة العبرية .
-إغلاق المضائق أو الممرات المائية أو المائية أو أي خطوط جوية أو بحرية .
-ازدياد نشاط العمليات الفدائية إلى حد لا تكفي معه العمليات الانتفاضية لوقفها أو الحد منها .
-تهديد الأمن الإسرائيلي بسبب حصول الأطراف العربية على أفضلية نوعية في سياق التسلح ومنها التسليح الفوري .
-تغيير ميزات القوى العسكرية على حدود إسرائيل الشرقية نتيجة دخول قوات دول أخرى إلى الأردن أو قيام وحدة عربية بين أقطار سوريا الطبيعية أو إنشاء دولة فلسطينية معاوية على حدود إسرائيل .
-عدم السماح بتحويل مصادر المياه في لبنان أو سوريا أو الأردن في مصلحة إسرائيل .
وقد استغلت إسرائيل هذه الذرائع للتسبب باتخاذ قرار بالحرب بحسب الأوضاع الإقليمية والدولية .
لقد تضمن المفهوم الأمني الإسرائيلي أيضا اعتبار أن كل دولة عربية مسئولة عن أي نشاط ضد إسرائيل انطلاقاً من أراضيها وعليها تحمل تبعات ذلك ، وحرصت إسرائيل على تطوير الردع الفوري لممارسته عند الضرورة .
لقد وضع المفهوم الأمني الإسرائيلي ليس للمحافظة عل أمن الدولة فحسب بل لحماية الهوية اليهودية مما استوجب حماية اليهود في أنحاء العالم والعمل على توثيق العلاقة بالجاليات اليهودية لما توفره هذه الجاليات من دعم مالي وبشري وسياسي للدولة العبرية .
وقد حرصت إسرائيل على تثبيت العمق الإستراتيجي وذلك من خلال المستوطنات في الضفة وغزة والجولان والنقب والشريط الحدودي في لبنان وذلك لضمان نظام دفاعي إقليمي يوفر لها إبقاء أي محاولة هجومية بعيدة عن مراكزها السكانية .
وبهذا نكون قدمنا أهم ما تضمنه المفهوم الأمني الاستراتيجي الصهيوني ونظرته إلى الدول العربية وطموحه بالتوسع على حساب الدول العربية لحماية أمنه وإبعاد أي خطر عن الأراضي التي احتلها وأنشأ منها اليهود مراكز سكانية واقتصادية .
______________________________________________
العقيدة العسكرية القتالية
بناءً على المفهوم الإستراتيجي وضعت إسرائيل أسس عقيدتها العسكرية القتالية لقواتها المسلحة طبقاً للشروط والعوامل الملائمة لإسرائيل وحتى تتمكن القوات المسلحة من تنفيذ مهماتها القتالية استند تنظيميها وتشكيلها إلى المبادىء التالية :-
-تجنيد جميع الموارد القومية واستخدامها وقت الحرب حيث أن القوات البرية القائمة على مبدأ الميليشا تسمح بتعبئة اكبر عدد من الرجال والنساء للانخراط في الخدمة الإلزامية .
-على الرغم من القوات البرية الإسرائيلية تعتمد على عناصر الاحتياط بسبب نقص الموارد البشرية ألا أن وحدات الاستخبارات والقوات الجوية والبحرية تتشكل من قوات نظامية وذلك بسبب أهمية هذه الوحدات حيث تولي إسرائيل أهمية كبرى لتطوير الاستخبارات وسلاحها الجوي والبحري وليتفوق على أسلحة الجو والبحر العربية وذلك لحماية مياهها الإقليمية والتقدم بدعم من خلال سلاحها الجوي لقواتها البرية .
- بسبب افتقار إسرائيل إلى العمق الاستراتيجي قامت بإنشاء المستوطنات في المناطق التي احتلتها واعتبرتها مناطق دفاعية فيما عرف بالمستوطنات في المناطق التي احتلتها واعتبرتها مناطق دفاعية فيما عرف بالمستوطنات الأمنية كما مغلق في الضفة وغزة والجولان .
- من أهم المبادىء التي استخدمتها إسرائيل في عقيدتها العسكرية ضرورة القيام بالضربة الاستباقية باستخدام سلاحها الجوي وذلك للاحتفاظ بالمبادرة والتمكن من تعبئة الاحتياط ونقل الحرب إلى أرض الخصم في أسرع وقت لإرباكه وتحييد هجومه .
- اعتمدت إسرائيل على استراتيجية الاقتراب غير المباشر وهو ما تطلب تطبيق مفاهيم الحرب الخاطفة بكافة عناصرها من تأمين السرعة والحركة والمغادرة والتنسيق بين كافة الأسلحة لضمان تنفيذ العمليات المشتركة وتهدف إستراتيجية الاقتراب غير المباشر إلى الإخلال بتوازن الخصم الأقل مقاومة وتوسعا لهذا التقدم والوصول في أسرع وقت إلى المراكز الخلفية للخصم من مراكز قيادات وإرشاد واتصالات وإسناد موقفي ودعم لوجستي وتقتضي هذه الاستراتيجية تجنب دخول مجابهة مع قوات الخصم في مراكز دفاعية ساكنة والعمل إشغالها فقط تطورات فرعية أما في حال تقدم الخصم فإن الجهد العسكري تقسيم لأضواء هذا التقدم .
- في حال قيام أكثر من خصم عربي بشن هجوم على جبهتين أو أكثر يجري التركيز على الطرف الأقوى للتحييد ومن ثم يجري الالتفاف إلى الطرف الأضعف .
- تعتمد العقيدة الإسرائيلية على المرونة في التنفيذ وإعطاء زمام المبادرة الأقوى الوحدات المقاتلة والتلميع إلى حد ما باستقلالية القرارات التكتيكية وهناك توجه قوى إلى تجنب مركزية القرار يهدد الوقت وتضاع الفرص ، فالخطط توضيح بصورة أساسية لتحديد الأهداف مع إعطاء هامش يسمح بالتغيير وفقاً للأوضاع الناشئة في ساحة المعركة .
- الاعتماد على النوعية أكثر من الاعتماد على الكمية فيما يتعلق بالعتاد والسلاح والعناصر البشرية حيث حرصت إسرائيل على توفير أفضل الأسلحة المتطورة وضمان صيانتها والتركيز على التدريب وإعداد الكفاءات التقنية والاحتفاظ بالروح المعنوية العالية للعناصر العسكرية .
- بسبب ضيق القاعدة السكانية وحفاظاً على الروح المعنوية للسكان والقوات المسلحة تعتمد العقيدة العسكرية الإسرائيلية القتالية على مبدأ الإقلال من الخسائر (القتلى أو الجرحى ) ولتحقيق هذا الهدف اعتمدت إسرائيل على القوة السعارية والحرب الآلية وتعتبر هذه النقطة نقطة الضعف الأساسية في العقيدة القتالية الإسرائيلية حيث يمكن استخدام هذه النقطة من الأطراف المعادية .
________________________________________________